عاشــــــــــــق من الجـــــــــــن
روي في كتاب عجائب المخلوقات : أنه جاء ذكر الجن في مجلس عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ,, فقال رجل من بني الحارث ,, قال : خرجــت عاشــر عشــرة ,, أريد الشــام ,, فتأخرت عن أصحابي حتى اختلط الظلام ,, فرفعت لي نار فقصدتها ,, فإذا أنا بخيمــة أمامها جارية جميلة ,, فقلت لها : ما تصنعين في هذا المكان ؟ فقالت : أنا جارية من فزارة ,, اختطفني عفريت من الجن ,, وهو يغيب بالليل ويأتيني بالنهار ,, فقلت لها : امضي معي , فقالت : إني أخاف على نفسي الهلاك , فألححت عليها فأركبتها ناقتي ,, وجعلت أمشـــي ,, فســرنا حتى طلع القمر ,, فالتفت فإذا ظليم عظيم عليه راكب ( الظيم ذكر النعام ) فقالت : ها هو قد أتى ,, فما تريد تصنــع ؟ فنــزلت وأنخت راحلتي ,, وخططت حولها خطا ,, وقرأت آية من القرآن وتعوذت بالله ,, فتقدم إلي وأنشــــــأ يقــول
يا ذا الذي للحيــن يدعــوه القــدرخــلّ عن الحســـناء رســلا ثم ســر
" إني امرؤ مالك حَيــن فاصطبــــر "
فأجبتــه قائــلا
يا ذا الـذي للحيــن يدعــوه الحمــق خـل عن الحســــناء رســلا وانطلــق
فلســــت في الجــن بأوَّلِ من عشــــــــق
فبــرز إليّ في صــورة أســد ,, فتصارعنا ,, فلم يغلب أحدنا صاحبه ,, فقال لي : هل لك في خصــال ثــلاث ؟؟ فقلت : ماهي ؟؟
قال : تجــزّ ناصيتي وتعــرض عن الجارية ,, قلت : ناصيتــك أهــون شــيء عليّ ,, قال : فتأخذ ما تشـــاء من الإبل ,,,
قلت : لا أبيــع دينــي بعــرض الدنيــا ,, قال : فأخدمك أيام حيــاتي ,, قلت : ما لي إلى خدمتــك حاجــة ,, فأنشــأ يقول :
بُـلِـي جســــدي والحُــبُّ يََبْــلَـى جديـــدُهُ ولم يَــبْـلَ منِّــي إذ بُـــلِـي جســــدي وَجْـدِي
علــيكِ ســلامُ اللهِ يا دعـــدُ ما جَــــرَتْ رياح ُالصَّــبا في الغَـوْرِ يَـوماً وفي النَّـجْــد
فســـرت بهـا إلى أهلها ,, فزوجنيــها أهلها ولي منــها أولاد ...
وفي كرامات الشــيخ عبد القادر الجيــلاني رضي الله تعالى عنه : أن رجلا من أهل بغداد ذكر له أن بنتا له اختطفت من سطح داره ,, وهي بكر ,, فقال له الشــيخ : اذهب هذه الليلة إلى خراب الكرخ واجلس عند التـــلّ الخامــس , وخُـط عليــك دائــرة في الأرض ,, وقل وأنت تخطها : بســم الله على نيــة عبد القادر الجيلاني ,, فإذا كانت فحمة العشـاء ,, مرت بك طوائف من الجن , على صـور شــتّى ,, فلا يرعــك منـظرهم ,, فإذا كان السَّــحَرْ ,, مــرَّ بك ملكــهم في جحفــل منهم ,, فيســألك عن حاجتــك ,, فقل : قد بعثني إليك عـبد القادر ,, واذكر له شـــأن ابنتــك ,, قال الرجل : فذهبت وفعلت ما أمرني به الشــيخ ,, فمرت بي صــور مزعجــة المنــظر ,, ولم يقـدر أحــد منهم على الدنــوِّ من الدائــرة التي أنا فيــها ,, وما زالــوا يمــرون زمــرا زمــراً ,, إلى أن جـاء ملكـهم راكبــا فرســاً وبيــن يديــه أمم منــهم ,, فوقف بأزاء الدائــرة وقال : يا أنســي ,, ما حاجتــك ؟ قال قلت : قد بعثني إليك الشــيخ عبد القادر ,, فنــزل عن فرســه وجلــس خارج الدائــرة هو ومن معه ,, ثم قال : ما شـــأنك ؟ فذكرت له قصــة ابنتي ,, فقال لمن حوله : عليّ بمن فعل هــذا ,, فأتي بمارد من الجن ومعه ابنتي ,, فقيـل له : إن هذا مارد من مردة الصــين , فقال له : ما حمـلك على أن اختطفت هذه البنـت ؟ فقال : إنها وقعـت في نفـسـي , فأمر به فضربت عنقه وأعطاني ابنتي